الجمعة، 26 مارس 2010

حفـــــرة في الكــــلام


- هلْ أستطيعُ الكلامَ إذا لزمَ الأمرُ ؟
- لا ، فأنا لا أحبُّ لزومَ الكلام ِ
أراني عجوزا ً يحاولُ أنْ يتشبَّثَ بالفرصة ِ المستحيلة

- هل أستطيعُ السكوتَ إذا لزمَ الأمرُ ؟

- لا ، فأنا لا أحبُّ لزومَ السكوت

أحبُّ البياضَ إذا لزم الحبُّ

جوفي به بقع لا تُـحَـدُّ

غريبٌ عن السائرين

كأني الوحيدُ الذي لا يسيرُ ولا يستطيعُ

أميـِّزُ نفسي بصوتي على حافة السرد

أحكي كأنَّ الكلامَ له آخِـرٌ كالسراب
إذا أدركتـْـهُ خطاي اكتشفتُ المزيدَ من المشي
أمشي كأني سأشربُ عند النهاية

- أين النهاية ُ ؟ في آخر العمر ؟

- ليستْ هنالكَ بالطبع

فتـِّشْ معي عن خيال ٍ بدين ٍ لروحي

استقرَّ على حافةٍ ما ، ودلدلَ رجليه في الوقت

فتشْ معي

إنَّ روحي الرفيعة َ ليس لها في الحقيقة ِ أيَّ خيال ٍ بدين ٍ
يدلدلُ رجليه في الوقت

روحي الرفيعة تفعلُ ما يفعلُ الفأرُ :

تجري من القط

روحي الرفيعة حين يعذبُها الوقت

تبحثُ عن قطة ٍ -حبَّذا لو يعذبُها الوقتُ- حتى تثيرَ حفيظتها

إنَّ روحي الرفيعة موغلة ٌ في سراديب ِ روحكَ


- هذا كلامُكَ بالضبط ِ ؟

- لا ، ليس بالضبط
شيءٌ كهذا
كلامٌ عن الوقت أيضا

كأنك تسمعُـني حين تسمعُـني

وكأنك تفهمـني حين تفهمـني

هذه حفرة ٌ في الكلام سيسقط ُ فيها لسانـُكَ

أسقطـْـهُ
دعْكَ من الحرص ِ
إني تعبتُ من الحرص ِ جدا
وجوفي به بقعٌ لا تـَفِـرُّ

كأنك تعرفـني حين تعرفـني


- هل سمعتَ عن الحبِّ ؟

أقصدُ عن طرْقـةِ الحبِّ فوقَ الدِّماغ ؟
فحينَ أفكـِّرُ في قوَّة الطرق ِ أفهمُ أنَّ لهُ درجات ٍ
يزيدُ وينقصُ
ليس كمثل الصداع ولكن يزيد وينقص
ميزانـُهُ ليس سهلا ، وتخطِيءُ حين تريدُ قراءتهُ في اصطياد النتيجة
لكنْ يزيدُ وينقصُ

قلْ لي

إذا أنتَ -أنتَ- نظرْتَ لميزان ِ حبـِّي -أنا-
هل ترى الآنَ نقصا رهيبا لدرجة ِ أنـَّكَ تجزمُ أني نسيتُ ؟

أراهنُ نفسي -أنا- رغمَ أنـَّكَ -أنتَ- الذي قِـستَ

أنـَّكَ تقسمُ أني أحبـُّكَ

إني أراهنُ نفسي وأتركها في الرهان

وأعرفُ أنَّ الكلامَ انتهى ، والطريقَ استمرَّتْ

أنا فاشلٌ في الحقيقة

لكنـَّهُ ذلك الفشلُ الزئبقيُّ الذي لا تراهُ
ويفلتُ مني إلى الآخرين

أنا فاشلٌ / أنتَ تخسرُ


لا أستطيعُ اتـّهامـَكَ بالغشِّ في اللعْب

أنتَ وعائي الذي أضعُ الربحَ فيه
فلا ضَيْرَ

أقصدُ كنتَ وعائي الذي أضعُ الربحَ ...


أمَّا اتهامـك لي ..

لا عليكَ
أطـِلْ في اتهامـك لي
وتمتعْ برشِّ الوداد ِ على ما سوايَ

أنا فاشلٌ / أنت تخسرُ


لا تستفزَّ الكلامَ إذا ما أتى غاضبا

يضربُ النومَ في الغرفة
الإحتمالاتُ فوق السرير
وقدْ تتبعثرُ أكثرَ
لو تستفزُّ الكلامَ

من الأفضل ِ الآنَ أنْ تستفزَّ الكلامَ

لقد قلتُ أنَّي تعبتُ
من الحرص ِ
جدا
وجوفي
به
بقع
لا
تجـِفّ
...