السبت، 20 ديسمبر 2008

معاذ


رآني خارجا ً للتوِّ من بابِ القصيدة
في يدي سكينة ٌ مسنونة ٌ جرَّبْتُ فيها قشرَ روحي الداخليَّ
وفي كلامي منظرٌ مما يراهُ النائمون ، فيسعلونَ من اشتياق خيالهم
وعلى ذهولي علق الموتى بقايا موتهم ، وترجَّلوا في المستحيل
وكنتُ لا أدري تماما أين أغراضي
ولا أدري كأيِّ رصاصةٍ أبدو أنا
كنتُ الذي لا وقتَ يصطادُ الهواءَ من الهواء
فتختفي رئتاهُ في السردابِ تبحثُ عن خيال الأوكسجين
لذا تعلمَ أن يمدَّ يديه لي
ولذا تعلمتُ الذي لا بدَّ منه لكي نكونَ حمامتين
...
معاذ ُ هذا صاحبي الروحيُّ
أكثرُ من غيابي أو حضوري
يستطيعُ إذا بكى أن يستقرَّ الماءُ في بحر ٍ كبير ٍ
أن تنامَ الغربة ُ المسكينة ُ العرجاءُ في كهف ٍ لتعرفَ نفسها
وإذا بكى علمتُ وجهي أن يحبَّ دموعَهَ
ويقرَّ أنَّ العينَ ترصدُ قطعتين ِ على الأقلِّ من الموسيقى كي ترى باب القصيدة
إنه لم يبكِ إلا مرَّة ً
وبكى بدون ِ تشنج ٍ ، وكأنه يعلو
لذا أبقيتُ صوتي مُحْرَجا ً مهما اتَّصلتُ به وقلتُ : أنا معي
...
لا شيءَ يحذو حذوَ روحي كاملا ً حتى إشاراتِ المرور
لعله الحزنُ الذي ثبَّتُهُ في جسمها بعد الجراحات الكثيرة
لم يكدْ يمشي معي حتى تعلمتِ المدينة ُ نيلها
وتنبَّأ الكورنيشُ بالنصِّ الجديدِ
معي يدانا الأيمنان ِ إذا كتبتُ
ودهشة ٌ أولى لمن يروي عليَّ نسورَ قلبي في النشيد الأوليِّ
نشيد ِ بنت ٍ لا تمرُّ على الحياة سوى بعينيها ولثغةِ شوقها
نفَس ٍ غريب ٍ ينتمي لي
وأنا أنا ، لو مرَّ بي سيفٌ وقطعني لما اهتزَّ النشيدُ
ولا تقطعَ في الصهيل ِ حصانُ روحي
...
هكذا هو لي أخي وأخي
يرى شعري ونحنُ على الحياد من البراءة
بين كشكولي وبحرُ اسْكندريَّة َ خطوتان ِ
جذبتُ واحدة ً إليَّ ، وبي حنينٌ دائمٌ أن تسقط َ الأخرى
ولم يعرفْ بحالي مرَّة ً بلْ مرتين ِ
هو الحقيقة أولا
وأنا الظلالُ
سيعرفُ المانجو على شجر ِ الطريق بأنَّهُ الطوافُ بي
ويحبني لو حط َّ في بنتٍ من الترحال ِ
لو أسمعتُهُ شعرا قديما قبل رحلتهِ إليها
...
هكذا هو لي كدرع ٍ حين لا أحمي سكوتي من دخول ٍ في الوداع
أرى النهايات ِ الوحيدة َ في دمي تجري كنايات ٍ على الأسفلت
كلُّ نهاية ٍ بالضبط ِ تعزفُ لحنها الصافي متى اصْطدمتْ
أقولُ لنا : إنَّ السعادة َ خاطرٌ لم نستعدَّ لهُ ولم نحفرْ لهُ مجراهُ بعدُ
برغم ِ كلِّ سعادتي لو قلتَ لي خيطا ً يمرُّ بخاطري
...
قلبُ الحمامة خائفٌ من حلمها
والكلُّ أعضاءٌ لها
كأسي يمرُّ بخانتين ِ من الفراغ ِ
ويسكبُ الأثرَ ال يجفُّ على الطريق
معاذ ُ يكشفني إذا خبَّأتُ نفسي اللولبية َ في صناديق المدينة ِ
قائلا : أنتَ الذي أظهرتَ نفسكَ يا حبيبي
يا حبيبي
ثم يمشي تاركا ً أثرَ البيانو بعدما يلغي الصدى حدسَ الحواس
...
أحبهُ
هذا تمامٌ في تمام ِ سجيتي
علمٌ على رأسي ، وأمرٌ في يدي
تفاحة ٌ مضبوطة ٌ بالشكل والمعنى
خريفٌ رائعٌ للبحر ِ والأسماك ِ
صوتٌ للحمامة ِ لو أصابتها الرياحُ ببحَّة ِ الطيران
موجودٌ تماما كي يكونَ جَناحها وهديلها
وهو البنفسجُ كلهُ
لا تحتويه النظرة ُ الأولى ولا الأخرى
برغم كلامها عن جودة ِ اللوحات ِ في عينيه ِ
...
لا أعني الذهابَ المحضَ في روحي
إلى بئر حقيقيٍّ ولا فوضي
أنا وحدي جلستُ إليهِ
مسكونا بهاجس ِ أنني كذبابة ِ المعنى أتوقُ إلى المذاق ِ الحلو ِ لي
لا أنني أتلفتُ نفسي حين كنتُ على المحكِّ
معاذ ُ يفهمُ أنني مَرْضَى بداء ٍ واحد ٍ
ويقولُ لي : أنتَ الصحيحُ ، فلا تخفْ
لو كنتُ مثلَ كلامهِ لوصلتُ لي
وعرفتني من وهلةٍ أولى
...
أنا عَرَضٌ لهُ
سرعانَ ما يسري عليَّ الأمرُ
أبدأ ُ في الكتابة ِ عاريا ً مني
إذا ما مرَّ بي سيفٌ وقطعني
سأصنعُ قهوتي لينالَ منها رشفتين ِ
وهكذا بالقطع ِ
لا اهتزَّ النشيدُ من البكاء ِ
ولا تقطعَ في الصهيل ِ حصانُ روحي
...

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

الأغاني


-أحماااااااااااااااااااااااااااااااد
هل رأيتَ البعاااادْ ؟
...أنتِ
افتحي اللحظاتِ على جهتي
جهتي : حيثُ لا مستحيلَ استعدَّ لمعركةِ الممكن ِ
الشمسُ عارضة ٌ لاصطدام الحنين بها
والنهارُ خليط ٌ من الخوف والكهرباء
الثواني تكرِّسُ بلطجة َ الوقت ِ
لا رصدَ
لا رصدَ لي ، لا عباءة َ
والريح ُ سبعة ُ أضعاف ِ يومي
يميني : الشوارعُ بين المحاطين بالبعد
أوردة ٌ ليسَ فيها الدماءُ
ولا تحملُ الماءَ والأكسجينَ
يساري : البيوتُ مخرَّمة ٌ بأزيز ِ الإطارات ِ والليل
لا فوقَ ، لا تحتَ
إلا الدهانُ الذي يتساقط ُ مني على الفور
والزيتُ والجيرُ
ثم جدارٌ جدارٌ
وأنتِ
...
وأنتِ
اسمعي
" أنا قلبي ليه حاسس أوي بالشكل دة "

واسمعي
"لما النسيم بيعدي بين شعرك حبيبتي باسمعه
بيقول آهات "
... -أحماااااااااااااااااااااااااااااد
هل رأيتَ البعااااااااااادْ ؟
...
أنتِ
لا تتركيني كذلك
واصطدمي بي في الهواء
لنسقط في جسد ٍ/غرفة ٍ/منزل ٍ/قرية ٍ/وطن ٍ/عالم ٍ واحد ٍ
أو لنصعدَ في عالم ٍ/وطن ٍ/قرية ٍ/منزل ٍ/غرفة ٍ/جسد ٍ واحد
فالفواصلُ تملأ جوفَ المسافة بين المحاطين بالبعد
والنومُ – بالذات - يقتل جزءا من اليوم والليلة
الحرُّ –بالذات - يقتل جزءا من اليوم والليلة
الحبُّ
- هذا الذي يتكونُ من سهر ٍ ساذج ٍ ، ونسيم ٍ عبيط ٍ
وهذا الذي يتكاسلُ عن واجبات ِ الكآبة –
-بالذات –

يخلقُ نوعا ً غريبا ً
من البشر القادرين على السير فوق الحياة ِ...
-نعمْ ، قد رأيتُ البعادَ
يكسِّرُ – عمدا - ألاعيبَ طفل ٍ بعيد ٍ
يقولُ لي الحلمُ : حتما سيأتي
ونحسبُ : كم خطوة ً تتبقى عليه ؟
-الجهادُ
-الرجوعُ
-الزواج ُ
- السلامة ُ
-والحبُّ
كم صالحا ً كنتُ حتى أتى الطفلُ
حتى جعلتُ له لعبة ً ويدين ِ
وعلمتهُ كيفَ ظلَّ البعادُ رفيقَ أبيهِ
وكيف تسلقتُهُ
كم مسالمة ً كنت ِ حتى تعلمَ منك ِ القصاصَ للعبتهِ
...

أنت
غني
"بعت لي نظرة "
سأبعثُ – في الآن - سربا ً
يطيرُ من الخفق ِ للخفق ِ
سرا
لألا تطولَ يدُ البعد أجنحة ً تحملُ النظرات ِ
محاذرة ً في الهواء
لألا تثيرَ العواصف َ
أو يستدلَّ عليها الضبابُ
ويقطعَ سَلسَلة َ الرؤية ِ
النظراتُ تمرُّ ، وأنت تغنينَ
تغدو السماءُ ملائمة ً فجأة ً للجموح ِ
وينهدُّ سورُ المسافات ِ
طارت فواصلنا ، ورقصنا قريبين ِ
" من غرام الشوق جوانا
نسينا مين سهران ويانا "
...
- أحماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااد
- نعم يا حبيبة َ أحمد

...

الأربعاء، 10 ديسمبر 2008

عطش ٌ لريال ٍ واحد

(1)
التعبُ الجالسُ بين عيوني مبهورٌ بظلال المارين أمام النافذة المعقوفة
يلقي النارنجَ لهم في نصف الشارع كي ينتبهوا للرائحة البردانة وهي تعومُ وتقطعُ ألسنة القطط فتخمشُ من غير مواء ٍ وتلدُ من غير مخاض
حتى تهربَ شمسٌ من كل ثلاثةِ أيام ٍ في قلب الفرعون لتُسقط في لقطات ٍ متتابعة ٍ كلَّ الأصوات المسجونة من قبلُ
هنالك في السكة ، كان التعبُ الجالسُ يجري بين العين الأولى والثانية على استحياء ٍ أن يكشطه النومُ فيدخلَ في الأحلام ويرهق َ كفَّ القلم الأزرق
من ثَمَّ يرى الحزنُ ملائكة ً في الغربة في أرجلهم عطشٌ لريال ٍ واحد
(2)
المارّون الأحبابُ يزيدون عن اللازم مما يجعلُ من شطبِ الفعل ِ من الجملة ِ إحدى تنويعات الشعر
وهم لا يختلفون كثيرا عن أي مجاز ٍ يبدأ في الرسم على الحائط أعمالا كالحَفر وما شابه
صدقها القراءُ على الفور ، فخرَّ البيتُ
وما فعلوا إلا أن ظنوه سجودا ، فارتعشوا
(3)
ما كان على المارين الأعداء سوى أن ينكشفوا فأرى أنيابهم المسنونة تلمع تحت القمر التامّ فأعطيهم كلَّ دمي لأرافقهم بعد دقائق
هذا كان سبيلي كي أرحل معهم
لم يحدثْ شيءٌ من هذا ، إلا أني للآن على سفر ٍ وحدي
....

الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

شكرا على الحب يا رب (5)

(21)

دون أدنى حقائقَ
أعزو إليكِ تضاريس جهلي
ومن غير ذاكرة ٍ أغرسُ الشوق
ذلك أنَّ الخرائط َ مغلقة ٌ
والطريقة مشحونة بالصحاري
أقول:- الحرافيش يحتملون المحبة

والنهرُ يستخدمُ النهرَ
سرعان ما يلتوي المستطيلُ
ويغدو المحبون شرذمة لا يكلون في موتهم
للكتابةِ سطوتها ، ولقلبي دواة ٌ
فماذا يدور بساقية الروح ؟
ما تفعلُ السنبلاتُ بقلبي ؟
أنط ُّ ، وما من سماءٍ تصادفني
أدخلُ الآن في الماء ، والنارُ ترشفني
مثل قنينةٍ
والهواءُ شحيحٌ
إذن للكتابة سطوتها ، ولقلبي دواة
فهل تسمحين ... ؟
إذا كنت أنتِ التي في الغياب الحضورَ
وأنتِ التي في الحضور الغيابَ
فترجمة النصِّ تحتاجُ بعض الهدوء
....

(22)

ما الحنين ُ بتاجْ
قيسُ ضاق به الحبُّ
وانغلقتْ في وجوهِ المريد الفجاجْ
ليس ينفعُهُ أن يسمّوه أسطورة ً
حين يحكي أصابعَه للسماء-البيوت-الرمال-الرشا والنعاج
لستُ قيسَ أنا
ليس ثمَّة روح تعاني
ولا ثمَّ قلب يُعَذب
غيرَ قواريرَ تسقط ُ واحدة تلو أخرى
وأخشى كثيرا شظايا الزجاجْ
....

(23)


الأريجُ -الذي واعدَ القلبَ في مرة دون وعد ٍ ، وأشعل في جسدي عطره- أطرقَ
اليوم في خجل السهو ، واستصعب المستحيل
السماءُ -التي حدثتني عن امرأة ٍ تجدلُ الفيضَ بين ضفائرها ، وتعطر أشياءها
بشذور الندى- أطلقتْ في الغناء ِ طواويسَ غربتها
ورمتني بذاكرة ٍ كالمسامير ،
هذا الأريجُ أسامحه
والسماءُ أسامحها
- ربما بعد حين سأعلن أن حبيبتي الدولة**
الآن أعتزلُ الحب حتى تزول
الكراهية المستمرة -
كيف تمسّين جلدي بتلك الطريقة ؟
هل تنبشين المسام ؟
....فأين المسافات
أين المسافات يا أيها الوهم ؟
هل لي بثانية تتركين الأصابع في قمة الحزن
وحدي
بدونك
في غربتين***
؟؟؟؟؟؟؟؟
....

(24)

ما الذي لا تريدُ الحداثة ُ مني ؟
وماذا تريدينَ من جسد ٍ ضيّق ٍ لا يطير ؟
مشتْ في الهزائم ِ لؤلؤة ُ القلب
مائلة ً للشحوب ِ
مغادرة ً رحلة َ البحر ِ
تعرجُ بين السماوات والأرض
هلْ أوغلتْ ساقها في السراب ؟
أم انشغلَ الدربُ عنها بأقدام شرذمةٍ آخرين ؟
فلا تغمضي العقل
لا تحلمي
فالكوابيسُ حاضرة ٌ
والملامحُ منساقة للرحيل
فهل جسدي قد أصاب الحقيقة ؟
أم قد أصابته غمّازة البنت ؟
ماذا تريد البلادُ الخبيثة ؟
ماذا تريد البلادُ الغبية ؟
شمسٌ بقلبي تنحّتْ لشمس الظلام
ومرثية ُ الماء أوشك ترياقها أن يصيبَ الحرائق
: هذا هو المشهد الآن
ذاك رفاتي يغوصُ بلا نزق ٍ ، أو هوان ٍ على الناس -
تلك يداي مكبّلتان إلى خلف غيري-
....

(25)

هذه القبّرات الكريمة تفقد بعض العواطف
حين تقرر أن تصدحَ البعدَ
أو يتفتتَ هاجسُها الخشبيُّ
أبَتْ أن تطيرَ الشتاءاتُ
أو تتحاشدَ بالقبرات الكريمة في أفق ِ سيدة ٍ
غير ِ سيدة ٍ أكلتْ ، ومشتْ ، واستراحتْ ، ولم تعرف ِ الجوعَ
.... يا أيها ال
لا تُقبِّلْ جنونكَ
مثل البدين الذي يأكلُ الدهنَ ، والنشوياتِ ، والسكرياتِ ، والموتَ
أنتِ -أيا أنتِ- يا مِعصمَ الروح
أنتِ
ومعصومة َ الروح ِ من سريان الخبيئةِ كالومض ِ
هاك ِ السماءَ
وهاكِ الغناءَ
وهاكِ السكاكينَ للقبراتِ
ورصّي الجميعَ إلى شاشة العرض
قد بدأ الآن وجهٌ تسوَّلَ
أو حفنة ٌ من رجال ٍ يلفون حولي
ولا يلبسون جسوما ولا شطحات ٍ
وأولاءُ حِزبي
وأنتِ الكِفافُ الذي لا يُكَفكفُ
أسميتكِ الأمرَ
هل نعَتِ القبراتُ الغيابَ الذي حلَّ ؟
أم كشفتْ جهة ً للتداول ِ وامتنعتْ بالسريرة ؟
أجفلتُ من قولك القول ِ
أو صمتِكِ الصمتِ
ها : نائمٌ في حريركِ ، محتضنٌ للعلامة ، مستأنِسٌ بالعَلمْ
....


** حبيبتي الدولة .... كتاب لمحمد العبد الله
*** في غربتين .. وحدي وغيابها .... من "أحوال العاشق" أحمد الشهاوي

الأحد، 23 نوفمبر 2008

شكرا على الحب يا رب (4)

(16)

ذاتَ أمسيةٍ لم يكنْ للفؤاد ِ سوى نبضهِ
ربما تركضين إليَّ على صهوة الليل
حين تمورُ الأعاصيرُ في رُدهةِ الروح ِ
تستيقظينَ من الحلم ذاكرة ً ذلك الشخصَ
يجمعُ في قلبهِ تمتماتِكِ
ينثرُ هيئته في بريدك ِ في كلِّ يوم ٍ
ويكتبُ للريح ِ عن مرأة ٍ خبَّأتْ في الغياباتِ ثورتها العاطفية
تستيقظين َ متيَّمة ً بشعاع ٍ على مدد الشوف ِ
يغسلُ جبهته في مياه ٍ ملوَّنةٍ بالحضور ِ
تعدِّينَ لي قهوة ً بالحليب ِ على شظيةٍ من حنيني
وتبتسمين
-ربيعٌ مُدَلَّى من البسمة ِ العسلية ِ يخطفُ مني عرائسَ روحي-
كحوريّة البحر
نجلسُ حول دلالاتنا
نتحاور
أيُّ الجهات مسافرة ٌ للحياة؟
نوزعُ أعضاءنا حولنا
رئة ً وعذابا هنا
رئة ً وعذابا هناك
وتستيقظين فلا تجدينَ السماءَ التي غرَّرتْ بالسنابل ِ
لن تستريحي لزرقتها
تلحظين مباشرة ً أنَّ بعض الهواء الذي فرَّ منكِ يطيرُ إليها
وبعضَ الهواء الذي عندها لا يعودُ إليكِ
فتلتفتينَ
لأيِّ الجهات ِ ستلتفتين َ مطالبة ً بي؟
أنا دائمُ الطفو حولكِ في عالم الذرِّ
حاضرة ٌ غيبتي ، وطيوفي محاصرة ٌ
تبحرين إلى جهة ٍ قد أكون بها
بينما أبحرُ الآن منها إلى جهةٍ قد تكونين فيها
كدائرة ٍ حول دائرة ٍ
كالمصير ِ الذي يكسرُ الصَّقلَ ، يفصلُ بين الوجوهِ وصورتها
ذات أمسية ٍ
ربما تجلسين على مهل ٍ تمسحين مسوَّدة َ الروح ِ من شخبطاتي
مخبأة ً صفحة َ الدمع في كمِّ جلبابك ِ المنزليِّ
وبالكاد ِ تستحوذينَ على نفس ٍ
بينما أجمعُ الوردَ في سلةِ القلب ِ
أتركه كي يجفَّ
وأتركني لاعتقالك ِ
أجرحني
وأضمدني بالأريج
وأبكي على مهل ٍ
وأسافرُ ثانية ً
....
رُبَّما

....



(17)

أتسللُ من مستطيل ٍ إلى مستطيل ٍ
أثبِّتُ في مِعطفِ الشمس ِ لو جسدا من خرافاتِ يوم ٍ تأجَّلَ
أنمو علانية ً
ربما يصلحُ الدمُ في مرَّة ٍ للوضوء ِ
ولو كان في الموت ِ ما كان
هل تعلمينَ التخاطرَ ؟
مثلَ الفناء ِ القديم ِ الذي تلعبُ الروحَ فيهِ ألاعيبَ محزنة ً
أو تغني وراءَ الجدار ِ التماسيحُ أغنية َ الجوع ِ
حين تكاشِفنا الأرضُ عن عفن ٍ رائق ٍ
نتفرقُ
ندخلُ في رحم ِ الأرض ِ مثلَ يرابيعَ
يخطفنا الطين ُ بين مخالبهِ
فنقهقهُ لليأس ِ
أو نرفعُ البسملات ِ بلا عمد ٍ
ثم نخرجُ للأرض ِ مثل يرابيعَ
لا يتلفُ الزرعَ إلا توالدُنا
هل تخالينَ أني مفارقَ تلك التعاويذ ؟
أو أنَّ "عبدَ الصبور " و "إليوتْ " يحلونَ في غضبي؟
للبعاد ِ اقترابٌ وأضحية ٌ
ومصابيحُ للقلب ِ لو أغمضَ العصرُ
من قال لي (لغة العشق ليس بها ربما )**...؟

....


(18)

آسفٌ لاتصال الحديث ِ
قد انفرطتْ جنة ٌ في فمي
فخُذيها

....


(19)

كلُّ آن ٍ ثقيلٌ بما فيهِ
يحيا بمفردهِ ، ويموت بمفردهِ
والحياة ُ على رسلها
أتهادى غريبا
وتمشينَ في غربتي مثل أغنيةِ من بعيد ٍ
لطيفٌ ثواؤك في البعد ِ والقرب ِ
إذ تتماهين فيَّ
وإذ تكتبين حياتي على رسلها
بالتوازي مع النهر والناس والبدء والمنتهى
كلُّ آن يقوقعُ روحي على مِسكها
ويخبِّئُ عنها قذاراتِ خارجها
أتشكلُ في شبهِ قوس ٍ .... وأمضي
كلوح ٍ على الماء ، أو كتلةٍ من سحاب ٍ على الريح
أيتها المستحيلة ُ
سابلة ُ القلب يفتقدون الشوارعَ ، والخطواتِ الخفيفة َ في الليل
أخطو ... ولا أتجاوز خطوي
أخط ُّ ، وأمحو
وتمضي حياتي على رسلها
أتهادي غريبا
... كأني
كأني غريب

....

(20)


القصيدة ُ مشروحة ٌ كلها في الهوامش
والنصُّ مختصَرٌ بابتذال ٍ فقط
ما يقولُ "المعري" إذا ما رأى" كونداليزا" ؟
وماذا تقولين عني لنفسك ؟
هل لن تكوني حيادية مطلقا ؟
كلُّ ناحيةٍ تخلعُ الشخصَ مثل الثياب ِ المدنسة ِ
الآنَ روحي تصفقُ في رغوة ِ المَغسلة

....
** لغة العشق لا تحوي كلمة ربما ... أحمد الشهاوي


السبت، 15 نوفمبر 2008

شكرا على الحب يا رب (3)

(11)

إنه النصُّ
يتبعني ، فأتابعه
ثم أتبعُه ، فيتابعني
يشبهُ النصُّ آنية الروح
أشربُ رحلتهُ
وأرصُّ على نصفِ أوبتِهِ نصفَ أوردتي
أتوكَّا عليه
أهشُّ بهِ في الحصار على جسدي
كانت الأرضُ تكسرُني قبله
صرتُ أحملها -أين كنتُ- وتحملني
قد أصارعُها
أعقد الضاد في ألفي
وأخبِّئ نقطتها في لعابي
وللأرض عندي نصيبٌ من الأرق المتكلس
للنصِّ أرضٌ
وللأرض نصٌّ
وللفقراء وسائلهم
أنتِ لا تملكين الوسيلة
أنت تجدِّين في السير
لا تعبأين بأعمدة الكهرباء
ولا بنسيم ِ الغواية
فاعْتقدَ النصُّ في سُنَّةِ النبع ِ فرضَ اليباب
وأسفرَ عن بَدَهات ِ التسكّع
....
(12)

لسليمانَ وجهٌ ، لبلقيسَ مرآتُه
جسدي منه ينزلُ وجهٌ لناصية الليل
يبحثُ عن وطن ٍ تحت شرفتها
يتدلى من القلبِ مثل انتحار ٍ
حريٌّ بيَ الآن أن أتوضأ
كي لا أرى سطوة ً لأريجَ ، وحربا بروحي
حريٌّ بيَ الآن أن أطلبَ العرشَ
أو أقتلَ الهدهدَ المتأخر
هل للمرايا إذن أن تدورَ؟
ويصبحَ وجهي قبالة وجهي مباشرة ً؟
ثم يبقى سؤالٌ على وشكٍ
كيف يبصرُ أحمدُ وجهَ سليمانَ في بُعده ، وأريجُ تخبِّئُ مرآة َ بلقيس ؟
....
(13)

بيدي ...أعجنُ الشوقَ في دمعةِ الروح
لا بيديك ِ
وأعترفُ الآنَ أنَّ المواسمَ نائية ٌ
والسنينَ عِجافٌ
أقولُ :- لماذا تبرَّجَ للنصِّ قلبي؟
ومن ملأ الروحَ بالسرِّ من غير أن يتأكدَ من قاعِها المتشرِّخ؟
يا ليتَ لم تصمتي
فجأة ً هطل الليلُ في منتهى بصري دون أدنى اهتمام ٍ
ألمْ تشعري بالذي تركَ البوحُ أو أخذ الصمتُ ؟
من لا يحاولُ أن يقذفَ الشمسَ في نوبةٍ من سعال ٍ ؟
وأن يجذبَ الناسَ من سيرهم كي يبالوا قليلا ً بتغيير لون الشتاء الطبيعيِّ ؟
من لا يحاولُ أن يصنع الشعرَ ، والوطن البرزخي
وأن يصنع المرأة المستحيلة ؟
لا تعذريني
-إذا شئتِ -
عادي مخاضَ القصيدة
لا تقبلي بحضانة ذاكرتي
طرزيني على لحظةٍ من خفاءِ البنفسج ِ
وابتهلي أن أنامَ على السطر يوما
أنا الآن أجلسُ في الريح
روحي على سفر ٍ
والمدائن ُ لا تصطفيني
لماذا تظلين غائبة ً هكذا؟
....

(14)


لثلاثةِ أيامنا شمسُهم
وطقوسٌ مغايرة ٌ للنهار
-الشروقُ الذي يتدله خلف الكلام
-الضحى المستجمُّ
-الظهيرة ُ تفركُ وجنتَها بأكاليل أرصفةِ السنوات
-المساءُ تمطى على هامش ِ الصفحات ِ الأخيرة ِ
-كنتُ تماثلتُ للبوح
أكتبُ :- مشكاتها في المآتم عندي
وتحكين فقدانك العبقريَّ لأزمنة القرب
ما زلتِ تأتلقين كجذوة أولى محبَّاتنا
تصبحين على الليل ِ
تعتقلين ِ المدى
تصعدين َ السلالمَ نحو السماء
تشعِّين
حتى النيام تنيرين أحلامَهم عُنوة ً
هل أتيتِ لكي ترحلي ؟
سفري لا يغيبُ
وما البعدُ إلا عناقك ِ للبعد ِ
مابيننا ساعة ٌ من نهار ٍ
ودهرٌ من البعد ِ أنتِ ابتدعتِ



....

(15)

هذه لغة ٌ في المصائر
تستوعبُ الماءَ والجسدَ الفرْدَ
توشكُ أن تتدثر بالموج
أو أن تغوصَ لغابرها الوحدوي
تسيرُ القصيدة ُ في بحرها العَرَضيِّ
تمرُّ على جزر ٍ من خيال ٍ ، هياكلها من حضور ٍ
فتخطفُ تفعيلة َ الظلِّ في سرِّها
تدركُ الوقتَ في هيئةٍ بين فجْأتهِ ، واندهاش ِ المضارع ِ
هل للقصيدة ِ من حالة ٍ لا تخوضين فيها ، وتحتفلين بمولدها ؟
للقصيدة ِ حيِّزُها في الكتاب
لها أن تعومَ فقط
ثم ترسو إذا رحلَ الماءُ
ُ
-ليس لها في مكان ِ ولا في زمان ِ الرسوِّ المشيئة ُ-
مثل سفينةِ نوح ٍ
فمن -حين يتسخُ البيتُ- تغسله بالأريج
إذا قدَّر اللهُ يوما لخاتمةِ النصِّ أخرى؟

....


السبت، 1 نوفمبر 2008

يدي عندها منزلٌ في يديك ِ ولا شكَّ


لحظة ٌ أو أقلُّ وعادتْ يدي
بعدما جلستْ في يديك ِ
وقالتْ وخفّتْ وبدَّلت ِ السوسنات ِ
وطارتْ من الفرحةِ
-الأمرُ كان كفيلم ٍ قديم ٍ تعوّدَ أن يسخرَ الناسُ منهُ علانية ً
بينما يحلمونَ بأبطالهِ في الخفاء-
وميمُك ِ كانت تسِرُّ لميمي بأنهما دبلتان
تماما كدائرتين يطوفان بين الشوارع والبحر
هذا وكنتُ أرقمُ أحلامَ روحي من الألفِ للأوّل ِ
الشعرَ
أنتِ
وأنتِ
وأنتِ
وآخذ ُ باليَ منكِ وأنتِ تنامينَ
مني أنا وأنا نائمٌ
من كلينا ونحنُ على الأرض ، أو في هناك الذي يملأ الكون
من مطر القلب حط َّ على جسدي فارتعشتُ
ألملمُ من جسدي دمعَهُ في بريد ٍ أسمِّيهِ كأسي
وفي لحظةٍ أو أقلَّ أمدُّ الحمامَ إلى شفتيك ِ ، وكأسي يرفرفُ
هذا
وكانتْ توقفت ِ الحافلاتُ يحدِّقن بي وأنا عابرٌ بالمصابيح
في لحظةٍ أو أقلَّ تنامتْ يدي فوق رأسي تعلقُ أهدابهم في الأصابع
جالسة ً في يديك ِ تطيرُ
أنا عالقٌ هكذا في الطريق
أرى ما أرى ، وأصفِّي أحاديثنا من غبار الوداع إلى أن تتمَّ لنا لحظتان بأسرهما
فنودُّ لو الروحُ أرْختْ زعانفها واستراحتْ من الموج
أو أكملتْ شِعرها لتصيحَ
تصيحَ كأنَّ الجمالَ بها
أو يدَ الله تنفخُ فيها
وفي لحظةٍ أو أقلَّ خطفتُ دمي من أمام الشوائب
فانتفخَ الوقتُ عند ظهور الملامح كاملة ً في بريدي
وضاعتْ على الليل ِ تذكرة ُ الحفل
في لحظةٍ أو أقلَّ
يدي عندها منزلٌ في يديك ِ ولا شكَّ
فانتبهي أن يدمِّرَهُ في غيابي مصافحة ُ الآخرين
يدي أوقدتْ نفسها
وتذوبُ إذا مرَّ مِسكٌ عليها مقدمة ً ليديك ِ
وتروي بنصف ِ ابتسامتها شفة ً بين إبهامها والفراغ ِ الذي فيه كفُّك ِ
أما عن الحافلاتِ التي صعدتْ ذلك المنحنى
فتدلتْ على طرفهِ دون أدنى سكوتٍ لأصحابها
ورأى النائمون شرودا كثيرا بأطباقهِ في يديهم
وظلوا وهمْ هكذا ينظرون بأفواههم مرتين لنصف الحقيقة
في لحظةٍ أو أقلَّ
تجمّعَ في جسدي طائرٌ وحديقتهُ وخريفٌ وطائرتان وبضعُ دقائقَ
عادتْ يدي بعدما علِقتْ في يديك كسلسلة ٍ
واستمرَّتْ شهيّتُها في الكتابة والرسم مفتوحة ً كفناء ٍ لطفلين ِ وحدهما لمْ يملا من الجري بعدُ
يدي صُحبة ٌ ، وندائي كريمٌ
أراقبها في المنام إذا أسقطتْ دلوَها في يديك ِ ليخرجَ بالكلمات الصَّبوح
فتأخذها كالأجنّةِ في رحِم الحُلم
والحلمُ بحرٌ كذلك
لو مسَّهُ جسدي لاستغاثَ من الشوق ِ بالنائمين ْ
...
...

الأحد، 26 أكتوبر 2008

عن الرصاصة لا تزال في جيبي



الرَّصاصة ُ -"نجوى ابراهيمُ"هنا تتورَّط ُ- لمْ تنقطعْ
عند بابٍ صغير ٍ جوارَ المشيمةِ
ما كنتُ ألعبُ بالعُلبةِ الأنثويَّةِ
- للطفل ِ دوماً أصابعُ ، للست دوماً زناد –
وكانتْ بترجيعها صورةَ البيتِ - عامِّية ُ اللفْظ ِ قدْ تستحقُّ التوقفَ-
تنشدُ لبَّيكَ يا قدري
ورأيتُ الأريكة َ لا تتحركُ في جهةِ الرَّصْد ِ
والبابَ لا يتغيَّرُ من ثقبِ ريح ٍ لغرفتهِ
للشّهابِ الذي يقذفُ المستعدَّ بآذانهِ لاصطياد ِ العِبَارة ِ
أعطيتُ نفسي
- وأعطتْ بلادي لنفسي خيانتَها -
قهوتان ِ ، وأغنية ٌ
- ربَّما "أيَظنُّ" الجديدة –
لمْ تتفكَّكْ كثيراً
وقالتْ : لكي لا أضيِّعَ وقتاً بلا
...- كيفَ أكتبُ قهقهة ً وَجلتْ ؟ -
للذي علمتْهُ الشوارعُ إسْفلتَها
والغواني نزاهتهنَّ
له أنْ يشدَّ السماءَ إلى الأرض ِ غيظاً بخيط ٍ
- توقفَ طفلٌ أمامَ القماش المُلوَّن في وسط العفن المدرسيِّ
، أتمَّ اللُّعَابَ ، وألصقهُ بالهواء –
لذا قهوتان ِ ، وأغنية ٌ
وزوايا تحبُّ الزِّفافَ كحبِّ النميمةِ
- للكافِ أنْ تستعدَّ لنقمتهم - شعراءِ الحداثةِ / نقادِها - -
قال "يوسفُ شعبانُ" : غيَّرَهُ أكثرَ الإنسحابُ ، فضجوا جميعاً
محمدٌ الفيلسوفُ تحوَّلَ منْ أجْلِها للأفرول والشرِّ
أحسستُ بي عندَ سُلَّمِها
فاتَّصلتُ بها كي أودِّعَها
قبلَ أنْ أفقدَ الإتِّصالَ
هنالكَ ما بين جوّ ٍ وجوّ ٍ
روائحُ فيها المسافة ُ بين الإشارةِ والخمر ِ
بين كعوبِ الجنودِ وأحذيةِ الخيل ِ
هلْ خايلتني العبارة ُ في فمِها ؟
أمْ جنونُ الكابتشين قصَّ غرامَ الأفاعي ؟
لنجوى ابراهيمَ مقولتُها : لا أبرِّئُ نفسي
ولي سببي : حضنُها كانَ من شبق ٍ شوكهُ
-اسْتوقفَ الطفلَ جرحان ِ في وجهِ تلميذةٍ ، فبكا عندها بدلاً -
قهوتان ِ وأغنية ٌ
وانتحالٌ لظلِّ المدى في صهيل ِ الفراق ِ
رمى البُنُّ خُطَّافهُ
فانزلقتُ
لبُعد ِ الكراسيِّ عنْ حضن ِ طاولةٍ عرضتْ رأيَها
-دخلتْ في الحوار بخبرتِها في الحكايات ، يبدو عليها جنينُ الصراخ ِ-
أنا قلتُ للقَدَر الحضريِّ الذي تشتريه وتشربُهُ : هِيْتُ لكْ
أيها الوطنُ الأكبرُ الآنَ جئتُ إلى لاوجودِك ِ
- يستدعي الرجلُ "العندليبَ" ، ويستدعي الطفلُ في الحال "نايْتي حبيبي" -
فهل لا يُعِدُّ وجودُكَ لي قهوتين ِ وأغنية ً؟
للمطاراتِ شرقٌ وغربٌ
وبينهما نحنُ
-مَنْ نحنُ ؟! هذا الضميرُ المخاتلُ
،لا نستحقُّ انتساباً إليهِ ، ولا يستحقُّ انتساباً إلينا -
وفي الحال ، حين يتمُّ انفصالُكَ
-أنتَ أنا -
نستقلُّ عن الشرق ِ والغربِ - لا جهتين ِ-
ونصبحُ شيئاً من العبث ِ الأمِّ
نصبحُ ركنين ِ في العَطفةِ الأبديَّةِ
نأملُ في حادثِ الإتِّحاد ِ
-سرير لقِطَّيْن وثبا منَ اللوحةِ ال…
يؤدِّي لها منتهى الخَدْش ، تأخذ راحتَها حينَ يأخذ راحتهُ -
هو كلُّ الذي أبتغيهِ
السَّريرُ وقِطَّان ِ
أنتَ – أنا - واحدٌ منهما
تطبخُ المستحيلَ لنا في سلام
وتلحسُ ما يتطايرُ من قِدْرهِ فوقَ أنفي
وتحملُ في بطنِها آية ُ الوطن ِ ال سوفَ يأتي
- إذا فتحَ الطفلُ تاريخَهُ ، وجدَ الناسَ مختلفينَ عن الناس
أدركَ أنَّ حكايات جدَّتِهِ جُعِلتْ للدِّراسةِ –
أينَ الرَّصاصة ُ كي أقتلَ الآنَ ؟
- أين هو الآنُ ؟! ، هل لنْ يكونَ غداً ماضياً ؟ -
- أدركَ البطلُ الورقُ الآنَ أنَّ الذي يستحقُّ رصاصتهُ الورقيَّة سبعونَ مليون
رأس –
هنا .. في المساءِ الذي يتكالبُ
حطَّ على الصالةِ الطائرُ الورقيُّ
نما عنكبُ الوقتِ فوقَ الشِّفاهِ الغليظةِ
منذ متى نتحاشى الفصول ، وننحلُّ ؟
ينهالُ منّا الترابُ ، وأغلفة ُ السَّير ِ
- كان أبو الطفل يمشي ، فتقعُ السجائرُ من رئَتيْهِ –
وقالَ محمَّدٌ الفيلسوفُ : هل ِ الناسُ ما زالَ لا ينطقونَ ؟
- نعمْ .. يسكتونَ كروَثِ البهائم
- آسفُ للَّفظِ / لاآسف -
الآنَ لا ينتهي الفيلمُ بالنصر ِ
ثم النهاية ُ مكتوبة ٌ في الهواءِ بطبْشور مُخْرجنا
بل بدُخَّان ِ طائرة ٍ يكتبُ النصَّ بالأسودِ المَحْض ِ / تنقلني للوداعْ
...

السبت، 11 أكتوبر 2008

كُنْ أزرقا ً خالصا ً يا حبيبي


كُنْ حبيبي
وكنْ أزرقا ً يا حبيبي
على بلل ٍ في التذكر .. طالعْ يدي بالرطوبةِ ، واتركْ أصابعَها فوق لوح ِ الزجاج ِ قليلا كثيرا
كنوع ٍ من النوم في العُشِّ ، والقفز في عُهدة القلب
ناولْ عيوني الرموشَ سريعا ً ، وذبْ في حضوركَ
حرِّكْ ملاعقه ضابطا سُكَّر الوقت ِ ، واجلسْ على هيئة ٍ ليس فيها اليقينُ ولا الشكُّ
ولتتخذ من يدي إصبعا ينثني ليلائمَ في يدكَ الإصبعَ المنثني سابقا
ثم أرجحْ يدينا سويا على قطعةٍ من هواء ٍ بعيد البلاد علينا لئلا نفرِّقَ -نحنُ المساكينَ- بين الأصابع
أرجوكَ .. نحنُ اتفقنا على البعد من قبل أن نستقرَّ على رقصة البطلين ولا اللحن
لوح الزجاج فقط والرطوبة
والناسُ -أعني الجماهير- لا يعلمون متى بدأتْ شاشة ُ السينما في الهروب ِ إلى الشارع الصعب ِ
كن أزرقا مثل روح المياه الذكيّة إذ تستفيدُ من البحر في جمع حبّاتها لتكوِّنَ لونا خفيفا
وإذ تستفيدُ من الأرض -من كونها كُرة ً- في الصعود مع الأزرق المحض نحو هبوط السماء على البعد
ذبْ في حضوركَ
واسترخ ِ قدرَ استطاعتِكَ الآنَ قبلَ انعتاق ِ السعادة ِ من أسْرها
سوف نحكي طويلا لنا ذاتَ أمس ٍ لنجلبَ ما سكتَ الحظ ُّ عنهُ ولم تتعطرْ به طفلة ٌ لطفولتها
وأسيران ِ للسيِّد ِ الحبِّ
كنْ أزرقا كنقاش ِ العصافير تحملُ في فمها الميمَ للميم ِ
لا بدَّ من أزرق ٍ لكلينا يضخّ السيناريو إلى حلقات المسلسل كي تستقلَّ العصافيرُ أعشاشَها للنهاية
ذبْ ، واستعدَّ لتشربَ ما ذبتَ فيه فسكَّرْتهُ دون ضبط المقادير
أنت جميلٌ بما تستطيعُ به أن تطلَّ عليَّ إذا ما اكتفيتُ من الشوف ِ ، فاجلسْ
تعدَّدْ لنا يا حبيبي لنلجأ للكمبيوتر أين ذهبنا ، ونكتشفَ الأمرَ من أوّل الشات حتى اختراع ِ الهوى في السماء
وكنْ مثلما كانت الأرضُ تلمسُ أعضاءها فتخاف من الناس
تلمس أعضاءها فتخاف على الناس ، تلمسها فتخاف ، وتلمسها مرَّة ً أربعينَ لينفجرَ الماؤها سلسبيلا أعفَّ من العرق الآدميِّ
تعددْ لكي كلما فكروا أن يحاذوك ضلوا
وجوِّدْ هنالك في الحبِّ وقتا قليلا كثيرا لكي حسنُ صوتِكَ يغلبهم كلهم ويحوذ عليهم
تطبَّبْ بروحِكَ ، أنتَ دواءٌ لنا من ضمور الغناء وكُحَّتهِ ونزوح ٍ إلى هامش ٍ ما تخيَّلهُ النصُّ أو كاتبُ النصِّ أو قارئوه
نزوح ٍ إلى شجر ٍ في الدماغ ِ له هيئة ُ السَّنط ِ
أنتَ حبيبي ، وسرعانَ ما فقتُ هذا إلى غيره من غرام ٍ وفوضى
وسرعانَ ما كدتُ ألمسُ
كن أزرقا ، وتحاشَ البهوتَ وكنْ في التفاصيل
أنتَ وجيهٌ عزيزٌ ، وأنغامُ صوتي إذا نمتُ وانتظمتْ في الكلام دموعي
تعضُّكَ نفسي لتسمعَ صوتَكَ يجري من الضِّحْك ِ ، فاسمع لها يا حبيبي
بيانو حضورك لا يتأخرُ -يا سهلُ- عن موعد البرتقال الذي في يد ِ القلب
والناسُ -أعني الجماهير- لا يعرفون لغات البيانو جميعا
فؤادي -الذي كان شمعَ الكريستال شهرين متتاليين- يقولُ : البيانو حديثي
ورئتي -التي من نموِّ المسافة غطّى الهواءُ فقط قدميها- تقول : البيانو هوائي
وعقلي -الذي أذهلَ البرتقالة حين أحبَّ- يقول : البيانو مذاقي
وروحي وعيني ولونُ القصيدة والصيفُ .. يبكون في معرض الوجد
يا أنتَ أنتَ أنا يا أنا
لا تكن أزرقا ناقصا
كن حبيبي وحسبُ ، تكن واصلا في السلامة والنور
حرّكْ ملاعقه ضابطا سكر الوقت ِ دون مقاديرَ
أنت المقاديرُ .. مقدار ما يتنزَّلُ من شجرات البيانو من البرتقال
وأنت -إذن- حجَّة ٌ لا تضاهَى على عثرات الجماهير .

...

السبت، 4 أكتوبر 2008

شكرا على الحب يا رب (2)

(6)
كدتُ أهلكُ
بالحركات ِ المجاورة ِ
ابتدأتْ وردة ُ السرِّ تشحذ ُ منطقها
وتغيرُ على غابةِ السنوات ِ الدماغية ِ
استقبلتْ صخرة َ الساحل ِ الجاهليّ
وعادتْ تمرُّ على المستحيلين
أدَّتْ فروضا ً على هيئة ِ الخفق ِ ، والوله ِ المتخثر
قالتْ لنا وردة ُ السرِّ :- أعْط ِ العَلاقة َ - يا أحمدُ - الخُلدَ
وابتعدي يا أريجُ
إذا جاءَ قلبٌ يحشرجُ في قبضةِ المتدَارك ِ
ينغمسُ القلبُ في سعَفِ المتعةِ
الروحُ
تنقصفُ الروحُ أو تتقصَّفُ
عالقة ً في السذاجة ِ بين الدخول ِ ، ومسألة ٍ في الحياءِ
يجرُّ صهيلُ دمي عربات ِ التلذذ
بالحركات ِ المجاورة ِ
انتقلتْ وردة السرِّ لي
أتوخَّى ظلالا ترابضُ في الظل
تدعو لمائدة الله وجهين ِ
في كبد ٍ يقفان ِ على لحظة الخلق
لي خلدٌ ضالعٌ في التهدُّل
أوشكتُ أهلكُ
شكرا ً على الحبِّ يا ربُّ
شكرا ً جزيلا ً
.....
(7)
المسافرُ يهلكُ جوعا ً مع الوقت ِ
أمَّا المطاراتُ تشبعُ من سرقات ِ الحقائب ِ
في السفر ِ القلبُ يصنعُ ذاكرة ً للأماكن ِ مسعورة ً
تتشكلُ خارطة ً للشتاتات ِ
في مثل ِ غربالها يتسرَّبُ من كبشة ِ القلب ِ إلا الشخوصَ الكبيرة َ
والقبعاتُ العريضة ُ تطفو
إذا ما تغوصُ رؤوسُ الذين يحومون في برْكة ِ السفر/المهرجان ِ
المسافرُ يمعنُ في السير
أو يتعثرُ في منحنى الذكريات
ولكنه يستطيعُ الكآبة َ
أو يستطيع المبالاة َ
أو يستطيع الأريج َ
ولا يتعرَّضُ للدمع
بل يتقهقرُ أثناءَ نيَّتهِ لاصطياد ِ الأمام ِ
وأثناءَ يلقي عليه المحبون ريحانة َ الصمت
في صالة السفر ِ ، الروحُ تسفر عن شيئها
وتراودُ
في حين تلتصقُ الغرغرينة ُ في قدم الراحلين الوحيدة
حينٌ من الدهر حين أتى لم يكنْ أيُّ شيءٍ ليذكر هذا المسافرَ
مثل الهباء
أو الفوت
أو كوَّة ٍ أسقطتْ وجهَهَ في سديم ِ الفَرَقْ
.....
(8)
أدخليني
فلن تهدأََ الكفُّ حتى تصافحَ
لن تسكنَ الروحُ حتى تصفَّحَ
لن ينطقَ النصُّ حتى يغادرَ من زحمة الكون بين جناحين -عمدا
إلى فسحة الكون في غرفة ٍ
في سواءِ الطفولةِ أو في أهُبَّتِها
أدخليني
أطلتُ الوقوفَ على الباب
والريحُ والروحُ سافرتان ِ كديكين ِ عند صراع ٍ
تغوصُ بلادٌ
أقولُ :- ولكنَّ يا عتمة َ الموت ِ
إني رأيتُ مصابيحَ يحملنها
وبكيتُ
فهل دهستني عطورُك ِ ؟
أم أمَّلَ النصَّ بعضُ معانيك ِ
أن يقبسَ النصُّ شيئا ً من الورد ِ ، أو حبَّهان ِ الحكايات
هل داهمتْ ساقه خطوة َ النصِّ -هذا التشكل- ؟
فانحبستْ روحه بين فرْثٍ ودمّ ٍ
ودارتْ أحاديثه بين عينيه والمحو ِ
سوف تصيرُ الطلاسمُ للماء ِ
والأغنياتُ لصحرائها
وأقبّلُ كلَّ جدار ٍ ، إذا اخْضرَّ بيتٌ ، وأدخلتِني
أدخليني
فلن تهدأ الريحُ / لن تهدأ الكفُّ
أم أنتِ مأمورة ٌ بانغلاقْ ؟
.....
(9)
لم تشقَّقْ حجارتُها إثر مائي
ولم تتفجَّرْ نهاراتها في يديْ
ونظرتُ ، فإذ بمراياي مكسورة ٌ
ولصورتها لعنة ُ الماء في القنوات ِ الصغيرة
إذ وجهُ أمي تربَّعَ مثلَ رغيف ٍ منير ٍ يمارسُ عادتهُ في السماء القريبة
كالعهد ِ
لم تتفتقْ عن النور ِ
أو تدع ِ البحرَ يقذفنا بالمشاهد
أو قرأتْ عن بلاد ٍ يصحِّحُها راحلٌ
أو فتاة ٍ يموسِقها رجلٌ
هكذا أنتِ موجودة ٌ ، بينما هي غائبة ٌ
أركنُ الشغفَ السرمديَّ على الرفِّ
تخلعُ أعضاءَها
ألبسُ الكفَّ والقدمين
تباركني
ثم أكتبُ :- يا ليتَ من جهتي لا يكونُ الفِراق
.....
(10)
للبلاد ِ التي أطعمتني يعاسيبُ
تطلقُ في منحنى الوقتِ لدغتها
تتشدقُ بالورد ِ
أو تتهايلُ مرفوعة َ الرأس ِ كالذنب ِ
ماذا تقولُ البلادُ -إذا ضمَّها القبرُ- للملكين ؟
وماذا تريدُ أبابيلُ عورتها من سُعار النفوس؟
ترعرعَ في شفتي -بعدُ- أقلامُ من يشتهون الجنون
ويحتشدون على عِلكة الحبِّ
قلتُ :- ابتداؤك ِ في حرفةِ المحو ِ ليس سوى مهلة ٍ للهروب ِ
وتهيئة ٍ لازدحامك ِ في رحمة ِ الغزو ِ
قلتُ :- ورائحة ُ البعد ِ لا تتمدَّدُ أكثرَ من نفس ٍ ثم تقبضُها الريحُ
قلتُ :- وهل لن أفوزَ بألوية الأبجديات؟
أسرفتُ في مدح ِ وجهِكِ
لكنْ يعوق ُ الذي سارَ في السرِّ شيءٌ صغيرٌ رآهُ الصباحُ
البلادُ التي هضمتني تريدُ الفواكهَ
قلتُ :- وتعنو شرايينُ شوقي لقهوتها
ألفي لأظافرها
وغدي لتقولَ :- تعالَ
فلا أستطيع
.....

الاثنين، 22 سبتمبر 2008

شكرا على الحب يا رب (1)

(1)
يا أريجُ
أريج ُ
أريج ُ
أريج ُ
أريج ُ
.....
(2)
السلامُ عليك ِ
السلامُ الذي ينبغي للأريج
الذي في بديهة ذاكرتي
مثل بعض الهدوء ، وبعض الصراخ
السلامُ الجميلُ
السلامُ الذي يحملُ الزاد للروح
هل لن تقولي وداعا إذن؟
لستُ أبكي
وتلكَ دنانيرُ أجمعها ، ودراهمُ
والروحُ فارغة ٌ من طعام ٍ
عسى تقرأين المحبة
أو تجدين الحبيبَ المناسب
ولتعذريني
لثورة هذا الحنين السخيف
لكوني هنا
والسلامُ عليك ِ
إذا فاقك ِ الموج ُ
أو أقلقتك ِ المواجيد ُ
أو كنت ِ لا تعلمينْ
.....
(3)
آدمُ الآنَ يرجعُ للبيت ِ
يدخلُ عبرَ فيوضاته ِ
يتجلى له النورُ
تسكنه ُ شهقة ُ الوصل ِ
تلتفُّ بين يديه ِ المطارات ُ
يعلم ُ أن الطوافَ اختصارٌ
وأنَّ الحقيقة َ لاهية ٌ في ارتجاف ِ القناديل ِ
والسرَّ قد يتفلتُ من سرِّه ِ
هلْ تحبينَ آدمَ حين يطوفُ ؟
وهل تحفظينَ ترانيمهَ في الطواف ِ بكرَّاسة ِ الشعر ؟
آدمُ لا يتريثُ للبوح
يخرجُ ماسته للعيان
ويسعلُ
حتى تصارعَه شهوة ٌ للإجابة ِ
آدمُ حين أطلَّ من الباب ِ
أدرك َ أنَّ يديه ِ ستقتله ُ
والضلوع َ بها فجوة ٌ بعد نزعِك ِ
أو فجوتان
.....
(4)
لا أخالكِ خالية َ الروح ِ مني تماما
تسيرينَ في وسط النار ِ والموج ِ دون احتراق ٍ ولا بلل ٍ
تغلقين على اسْمي ، وأهتفُ باسْمك ِ
لا تعبئينَ بدال ِ البعاد ِ، ولا ألف ِ الأمس
في حين أهذي بجيم ِ الزواج ، وأصبو إلى ألف ِ الأمل ِ المتعانق ِ
هل هكذا تحكمُ البنتُ أنشوطة َ البعد ِ
تطفئُ نارَ السبيل ِ إليها
وتحجبُ موقعَها في سراديب ِ نسيانها؟
إنهُ الشعرُ
جيءَ بهِ عند بئر ِ المجاز ِ
وإنَّ السقاية َ عندَ قبيلة ِ عينيك ِ
أمي تقولُ أنا قلقٌ
ولديَّ زوائدُ باقية ٌ عندها في غيابي
تحدثها ، وتريها
فهل حدثتك ِ الغياباتُ عني؟
إذنْ لا أخالك ِ لا تحفظينَ ( الخيول )1‍‍‍
ولا تستضيفين َ في حضرة ِ الوقتِ عَينيْ ( وصال)2
وما أنت ِ إلا ثقافة ُ روحي
وأنت ِ المدارك ُ
أسميتك ِ الفتح َ
هل تقبلينَ على الناس ِ من غير لافتة ٍ تدَّعيني؟‍
.....
(5)
تنفقُ الروحُ
ترقصُ رقصتها المعدنية عندَ حظيرتها
لا تموتُ
تبقبق ُ في لجَّة ِ الوقت ِ
تقصدُ لعنتها وتصيحُ
تصيحُ
كأن َّ الجمالَ بها
أو يدَ اللهِ تنفخُ فيها
شموسٌ هي الروحُ
إذ تتقافزُمثلَ التلال ِ الصغيرة ِ
تصنعُ في الجسد ِ الأزليّ دوائرَ مختلفات ٍ
وتهبط ُ منفوشة ً كالحريق ِ
تلامسُها الأرض
تكسرُها
ثم تصعدُ مجنونة ً بالعذاب ِ المجنح ِ
محمومة ً بالينابيع ِ
تنقرُ ذاكرة َ الموت ِ
تبحثُ في كرمشات ِ التهاويم ِ عن ثِقل ٍ
يجعلُ الأرضَ في رجلها
والسموات في رأسها
لا تموتُ
تمر عليك ِ كمرِّ السحاب ِ
وتحسبُها عينُ عينك ِ جامدة ً
قالت ِ الروح ُ:- إني رأيتُ
وكلُّ الذين َ رأوا نفقوا
.....
.....
.....
(1) الخيول ..... قصيدة للشاعر
(2) أحاديث حول وصال ....... قصة قصيرة للشاعر

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

رقصة ملغاة

مسافة وقتين من شفتي شفتاك ِ
وتسقط ُ في حفرة ِ العيد أثداؤنا المتراصّة
صفين ِ صفين ِ
يصعدُ ما تركته الرواية من قبل
بضعة ُ أقلام ِ حبر ٍ تطلُّ من الريح
مدفأة ٌ في ارتعاشتها العامريةِ
ليلى وقيسُ
وحفنة ُ نفط ٍ من الحظ ِّ
من أوضح ِ الإعتراضات ِ أنَّ الستائرَ شاحبة ٌ
وأواني الطعام تآكلَ معظمُها
غرفة ُ النوم واقفة ٌ كالعنوسة ِ
والوطنية ُ عارية ٌ من لحاء الأمومة ِ
يسقط ُ أيضا شعورُ الحقائب
أقفالها
ورموشُ ملابسها
والعيونُ التي اختزنتْ رقصة ً في الجيوب ِ الأمامية
اندلقتْ في البلاط ِ
البيانو
نُساقط ُ من شيب أقدامنا الأرضَ
نرفع قاماتنا للبيانو
لمستقبل الرقصة العفوية
نرقصُ منتحبَين ِ
من الواضح الآن
أرجوحتي الطائراتُ
وباق ٍ من الكوب نصفُ النعاس
الخطوبة لو تلبس الريحَ
فالريحُ ليس من السهل إغواؤها بالبقاء
خصوصا ً إذا كانت ِ الأرضُ داخلة ً في الخريف
من السافر الآن
أن الجراحَ التي جلستْ تشربُ الناسَ تهيئة ً للعلاج
تعطل فيها الكلامُ ، وأعرضَ عنها عمودُ الإنارة
والسافلين الذين يحفون أصواتهم للضيوف
استقروا على اللحم والحلويات
شكل ِ المعازيم
مستعرضي العضلات
وكوكبة السيرك
عرس ِ البلاد ِ التي هربتْ قبل دُخلتها
ثم عادتْ لكشف ِ الفضيحة
إني أحبُّ
ومن كثرة الحبِّ عادت يدي بعدما هربتْ من فضاء الهزيمة
للقفص الرقميِّ
تقودُ أصابعَها بالكوابيس
هذا الشجارُ
الذي ساق َ أضراسَهُ ومحبِّيه يحشرُهم في الهواء
الذي حين يأكلُ من لحمة ِ الرأس ِ ينصبُ حفلته للعَوَام
اعتنى بالرحيل وشجَّعهُ
ثم سمَّى له في الرواية ذرية ً للقطيعة
أولهم كلبهم
والقطيع بأكمله داخل الكهف
بيني وبينك أرضٌ تحاول أن تتطاول كي تتلمس مشط الأصابع
حافية ٌ هذه الأرض
والرقصُ يضبط أحجامنا بين دائرتين
البيانو يشير لنا بالتفاصيل
نرقصُ منتقلين إلى وطن ٍ
في الزوايا تحمحمُ أعضاؤنا
وتطير
الطعامُ الذي يستعد لنا
والغناء الذي جاء من نفسه يتولى فمَ الطفل
حفلُ الزفاف
الخطوبة ُ
هذا الفراغ الذي انزاح
كي يتركَ الشِّعر يمشي الهوينى من العين للعين
كل الدقائق في الحضرة
التهمتْ ضعفها في الغياب
ونرقصُ
من أحدث الرقصات الجنونُ
الجنونُ الذي اصطحبَ العقلَ في رحلة ٍ للمصحَّة
فانصابَ يرقصُ
فيه الرحيلُ وفيه الرجوع
وفيه المسافة بينهما
والعديد من الحصوات الغليظة
تنمو عليها خطى الراقصين
وتنبتُ منها حقائبهم
كلما أحدثتْ كوّة ً في الجدار العيونُ
أصابَ شعاعَ النهار المسافة ُ
وانكفأ الضوء
يفسح ما فوق هامته للظلام المباشر
إن ترقصي
تنكأ ِ الأرضَ أقدامُنا كي تؤانسَها صرخة ُ الجرح
والرقصُ داهية ٌ حلَّ أغلبُها بالجسوم المُسلسلة
اليوم تخرجُ من نفسها الطائراتُ
وتتركُ أطفالها الراحلين
ليبكوا تلعثمهم في المكان
بدون الرحيل الزوايا ستعوي
وأقدامهم لن يحدِّثها الرقصُ يوما بلحن الفراديس
لا شمسَ تكشفنا بل طلاسمَ
لا مصطفى في القريب
ولا نارَ تجمعنا كلنا كي نحاسبنا
والبريءُ نراوده عن خروج ٍ
سنرقصُ حتى نذوبَ
فلا تخجلي من تآكل أطرافنا
يا حبيبة أحمد

...

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

قرحة

البناية في ظهرها قرحة ٌ

كلما كان ينقرها في المساء الهوائيُّ

كانت تسيل الدماءُ من التليفزيون

الجمعة، 22 أغسطس 2008

بلون ٍ يشبهُ الأزرق َ السماويّ



من على أعلى حائط ٍ في دمي
قالتْ ليَ البنتُ المصطفاة ُ من النصِّ :
"الحياة ُ الأخرى بلا صوتكَ الطفليِّ
نوعٌ من سكتةِ الوَرْد ِ
أو فوضى من الفوضى
لا تبرِّدُ نومي من سقوط الأحلام في نقطةِ الصفر
ولا تعْرضُ الهوى بخيال ٍ منطقيّ ٍ
ما من رؤى في الغياب الحُرِّ
أو صوَر ٍ على صفحة الناحية الأقصى من صدى العالم
الحبُّ البعيدُ المدى يقومُ مقامَ الوقت
أو أدنى من ذلكَ
الأمرُ محسومٌ إذن للعدِّ البطيء ِ
وحظ ِّ الشعر ِ من نوبةِ المساء
فلا أنتَ الذي تنتهي
ولا زرقة ُ الناي ِ التي تصعدُ السلالمَ تأتي"
_____
فاتني أن أقولَ لا
لا فقط تكفي لوضع الرِّبا
على ثروة ِ الألوان في ريشةِ المقامر
لو قلتُ على الفور لا
لذابَ المُغنِّي في صعود ِ الشفاه ِ في اللحن ِ
أو طارَ على الفور صوتُهُ
في سحاب ِ الغرفةِ المصنوع ِ
حسْبُ الفتى أن يجعلَ الوصلَ في مقام الطعام الآنَ
حتى يرى مدى الجوع ِ
إذ أنَّ هواءَ الغياب ِ منتصبُ الذاكرة ِ
_____
العدوى تملأ ُ المعدنَ الروحيَّ
ما من قصيدة ٍ تمسكُ الحكة َ أو تشربُ الأزيزَ
انفجارُ اللغة الحالي لا يدلُّ على شيء ٍ
سوى أننا أخذنا المُضَادَ الحَيَويْ فترة ً أقلَّ منَ اللازم
____
قالتْ :
" إشارتي ، وأنا في جانب التبَّةِ التي في رحاب ِ السَّهل
والإيماءُ الذي في السماء التقطاني من الوداع ِ
بلون ٍ يشبهُ الأزرق َ السماويَّ
لا تخرجْ إذن من عباءة ِ الغرفة العليا نهائيّا ً
ضعْ صباحَكَ في مشكاة ِ بحري
لكي أرى وأنا أغرقُ فيكَ البياضَ في الأبيض"
____
الحزنُ عريضٌ في الواقع ِ
الحزنُ شريانُ الهواء ِ العميق ِ
والكوكبُ المدهونُ بالخفة ِ
المريضُ الذي في موضع ِ الأوجاع
استنارَ بظلِّ الحزن ِ من حِدّة ِ الغياب
رأى النصَّ على سطح ِ المكتب ِ
اقتنصَ الوعْلة َ من تحت الظلِّ في خرزة ِ الروح ِ
ولكنَّهُ سها عن تمام الجملة ِ
الحزنُ لا ينامُ ولا يجلسُ
في عينيهِ الإشارة ُ والرمحُ
الحزينُ القاسي أنا
أجمعُ الرمحَ إلى قلبي
والربيعُ يضيفُ الشكوى كيفما تشاءُ الوعولُ
____
القلمُ الحبرُ لا يجفُّ
يموتُ الكاتبُ
الطيرُ تصعدُ النصَّ
يصطدْنَ الطقوسَ الأولى
لقرصنةِ الحبِّ على المفرداتِ
____
قالتْ لي البنتُ البتولُ :
"الهوى زنادُ الهوى
والشهوة ُ الوسطى تلجمُ الخيلَ نوعا ً ما
على ذلك المياهُ تسيرُ
الحبُّ في معطف ِ الحبيب ِ
وهذا ما جنتهُ الفصحى علينا"
____
تعبْنا
نصفُ صمتٍ لا يستحقُّ لسانين ِ
ولا سلة َ المدى كلها
يكفي لهذا بخارُ نصٍّ أخير ٍ
يكتبُ الشوقُ نصفَهُ
نصفَهُ بالضبط ِ عنّا
...

الثلاثاء، 19 أغسطس 2008

قميصان


واصلٌ في الحضور ِ حبيبي
ولا يتبقى من الشمس ِ في بيت ِ قلبي سواكَ
إذا سحبَ الليلُ نورَ الخيوط ِ المطرَّزَ من شرفات ِ القميص ِ
قميصي حبيبي
مقاس المحبة ِ
تعلوه في الوجد ِ حُمَّى قميصِكَ
أكوابُ قهوتنا شربتْ صوتنا
صوتنا المتنقلَ بين الحرير ِ وزقزقة ِ الشفتين ِ
على إصبع ٍ واحد ٍ وقفَ العزفُ
يخلط ُ بين الجيوب ِ الخسارة َ والمكسبَ
الروحُ مالتْ قليلا لتهربَ من كمِّكَ الضيّق ِ
الزِّرُ عاكسَها
فاستقرَّتْ على معصم ٍ تلهث ُ
البابُ كان عنيدا
ًولكنَّ وصفكَ فكَّ الزرورَ
وغابَ إلى الداخل ِ
البحرُ ما زالَ في الركن ليس كما كان
في حِجْره ِ تجلسُ الرَّعشاتُ
ويصنعُ ماء ً على القارب ِ المستفزِّ
الذي الموجُ يصنعُهُ
هكذا في الثياب ِ التي تتواعدُ أكمامُها
يحدثُ الفتكُ
أغلبُهُ بالمسافة ِ والوقت ِ
أما البقية ُ بالليل ِ والشاهدينَ
ولستُ كما كنتُ أحدثُ
لكنني -في اكتمال الحضور- حدثتُ بمعجزة ٍ
وقميصُكَ في حافة ِ البحر ِ
تنمو الرياحُ كثيرا
فيقبضُها
فتنامُ على عطره ِ
ثم تصحو مدوِّية ً في قميصي
فتجذبُ ذاكرة َ الخيط ِ
ذكرى فذكرى
وأنتَ وسيمُ الدخول ِ حبيبي
كأنكَ خيط ٌ تدثَّرَ بالجيب ِ
والجيبُ طبعا على الجانب ِ الأيسر ِ

الاثنين، 11 أغسطس 2008

لماذا تركتَ الصليبَ وحيدا ً؟ ... إلى محمود درويش


صباحا
على صهوة البيت
تجري إلى وطن اللوز
تمشي وتلهثُ
تفهمُ نزع َ الأصابع من روحِكَ الآن
كي يضعوا في الكتاب الرُّقى
والأظافرَ في جسد العابرين
اختبأتَ من الموت هل أنتَ في الشعر؟
أم كنتَ أين طوال السنين التي سوف تأتي؟
هي اللغة ُ العربية ُ
في حفرة ٍ أنتَ والذئبُ
أنت وعقلكَ
أو ملكُ الموت
أنت وأنتَ
وقطعة ُ أرض ٍ هي القلبُ
أم/و هي الحفرة ُ
-اللغة ُ العربية ُ لم تلتقط قدميها من الفخِّ أيضا-
وأنتَ وإخوتكَ اللاهثون تنامون في مطر ٍ لاهث ٍ
لا تدعْكَ من الشعر قط ُّ وأنت تسافرُ
فالحَرُّ لم يعتزلْ بعدُ
والعابرون إلى جهة ِ الريح ِ آتون لو عبروا
شاهد ِ المسرحية َ في الكأس
شاهدْ وقل ما استطعتَ لمن يسحبونَ الجنازة
أنتَ وزيتونة ٌ
أنت وحدكَ
وحدك َ والكائناتُ الفضائية
الشمسُ والظلُّ والبين بين
أناك التي لا تقصُّ حداثتها بمقصين منتفخين
صباحُكَ يافا
وأنت تغني بلا قدميك
بلا شفتيك
بلانا
بخط ٍّ كبير ٍ
يوقعهُ حجَرُ الخارجين

الجمعة، 8 أغسطس 2008

داءُ التقرُّب ِ للحوائط



نحنُ الذين تقرَّبوا عمرين ِ من أطيافهم
فتجاوزوها خائفينَ من السعال
ومرشدين عن النهارات المريضة
يسألون عن البلاد
ونحن نوصِدُها كأيِّ جريدة ٍ
أثناءَ ما احتكَّتْ كعوبُ الوقت ِ بالمدن ِ الجديدة
أحضرَ الشبَّاكُ ألسنة َ الشوارع ِ
وانجذبنا في مصابيح الطريقة
نحنُ من يجْرون
هذي سُوقنا
عرفتْ رمالا ً قدرَ ما تحوي الخرائط ُ من صَحار ٍ
عادة ً يجرون من هذا الزقاق
وينفذون إلى مسام الليل
يلتفون حول النعي في غرف الولادة
غالبا يخلون مقهاهم من الشطرنج
ينزلقون من صَلع ِ الكلام
ويرفعونَ على صباح الجولة الأخرى
السراويل التي سقطتْ مساء الجولة الأولى
نعمْ
نحن الذين تقابلوا في قمصة الأسفار
والأرحامُ تنهشُ
يقطعونَ حبالهم
ويدلدلون الشوقَ في السُّرَر
الذين ترهلوا في السجن
وانتفخوا وهم يجْرون
في الأبواب ِ
بعد جريمة ِ الفوضى
أولئك يخضعون لما يُسمَّى بالتوابع
: ينبشونَ على حواف الشوق أثناء المرور
ويعْمَدون إلى الحوائط ِ
يشتمون النملَ والأصواتَ
حتَّى يهلكوا في الريح

الجمعة، 1 أغسطس 2008

كيف تسيرين ليس إلى البيت ؟

ملاحظة ٌ :
بعضُ ما جاءَ في العمر ِ
ليسَ له أن يكونَ سوى
من وراءِ التسرُّع ِ في السَّردِ
..
يا ناسُ
كان على كتفي نجمتان ِ
وصوتٌ تداعى من الخبط ِ في قدمي
كان شخصٌ يغالطني في النشيد
الذي يتساقط ُ من أعين ٍ عوَّرتها الصحاري
لأعلى
لتدلق َ في سُحُب ٍ حملها
كان وقتٌ يقومُ على الأرض
ليس له أيُّ وقت ٍ
سوى ما يقاومُ صهْدَ الرصيف ِ
ونحنُ نغنّي كداعية ٍ
للمنصّة ِ
صوَّبتُ حنجرتي
قال لي الصوتُ : أنت غبي
ٌّتخالفُ خطوتنا تحت ظل اللواء
أنا يتعدَّى عليَّ ، ويطفو مع الحرِّ
يا ناسُ
كان على كتفي نجمتان
تريدان أن تمسكا حافة الشرفة ِ
الطائران الأخيران كانا يطيران
حين انتهتْ طلقة ٌ من أداء ِ النوافل ِ
يا روحُ
عودي
تعالي من الجو
وابقي مع الجسد المتعثر في شرك البندقية
نوعان من كل شيء ٍ
أنا يدعي أن نوعي وحيدٌ
كما سوف يحدث ُ بعد سنين َ من الآن
حين تكون يدي خارج البدلة
الوجدُ فقرٌ وعينان ذابحتان
أنا عضَّه الشوق ُ في القلب ِ
لم تتغيرْ -على المستوى العاطفيِّ-علاقته بالطوابير
يا روحُ
لو سألوك ِ عن الحبِّ
قولي : هو الآن يضربني كأبي
عندما يتمنى على كتفي نجمتين
السلامُ عليكم
عليكم
عليكم
إلى أن تنالَ من الفقر عينان ِ ذابحتان ِ
"التأملُ في الشمس في الصيف غيرُ التأمل ِ في الظل"
يا ناسُ
كان على حاجبي النسرُ
كنتُ أنا يتحرك ُ في مستوى هدفي
ويصيبُ التقاطعَ في مقتل
ٍقبل أن تخشعَ البندقية
ُيا روحُ
يا روحَ أحمدَ
ماذا بك ِ اليوم َ؟
هل أنتِ ذائبة ٌ هكذا في غرامي ؟
أنا ماءُ بحر ٍ ، وأنت ِ مسكَّرة ٌ
نجمتان ِ على كتفي
كانتا تذهبان إلى غير ذلك في صلع ِ الأفق
ضلعان ِ في الوقت ِ ليسا سليمين ِأصلا
وملحٌ مناقيرُ أبطأ ُ من سلحفاة ٍ تمرُّ على العين
يا ناسُ
ما الناس إلا سواسية ٌ في الصفوف ِ الأخيرة ِ
قفْ أيها المستطيلُ على العرض
ِواقطع شريط َالمساحة ِ
سوف أنا يخلط الزيتَ بالماء
في مستهلِّ الهتاف ِ العريض ِ
بلادي سوادي
كرمل ٍ تكلسَ في الريق ِ
أو كانصراف ٍ فقط
أنت ِ روحي
لماذا تعيشينَ ليس على الأرض؟
كيف تسيرينَ ليس إلى البيت؟
يا بحرُ
أنتَ تيبَّستَ فعلا
وما عاد يمكنُ تغطية ُ الموت ِ بالأزرق ِ
العسكرُ الميتون َ تنادوا من الشرق للغرب
والليلُ تفلتُ منه النداءاتُ
في حفر ٍ كالبلاد ِ
أنا يتحققُ من هيئتي في الثواني القليلةِ
بين وقوفي وما كان من كتفي
حين فرَّتْ مهرولة ً
في الأراضين من نجمتيها
....
....

الاثنين، 28 يوليو 2008

فرْدُ البنفسج

هذه السيارةُ البيضاءُ
في الركن القريب من الإضاءة
جاء قائدُها ليأخذني
لليل الله
....
شمسٌ
في غِراء شعاعِها التصقَ البكاءُ
ومدَّ عصفورُ الخرائط صوتَه للسلم المقلوب
نزَّتْ قطرةٌ في الصّحن
قلتُ : اللهُ يعلمُ أنَّ مشتاقا تلوَّى
حين فاز البعدُ بالشال القطيفة
والحرائقُ بالعِيال الغائبين
إلى غدِ الأسواق
موسيقا ..
تعومُ لأجل ما يستوعبُ الدنيا من العصيان
ليلٌ ..
واقفٌ في الحيِّ قربَ البيت
تمطرُ ، والسماءُ البنتُ يفلتُ كعبُها
في طينةِ الأرضيةِ الصفراء
والسيارةُ البيضاءُ ما زالتْ هنالك
تستعدُّ لنقل أعضائي جميعا
ما عدا الباب الموارب
-هكذا دارتْ مرايا المشهد المعكوس
أصبحَ طاعنا في القرب
وامرأةٌ تقومُ من الغبار
تلفُّها النوَّاتُ ، والبحرُ المقهقهُ
شالها سيطيرُ خلفَ عيونها المتبخّرات
وراءَ عصفور ٍ يشدُّ غناءَه للسلم المقلوب
...
كانت تلك أمي -
والحكاية ُ
أنَّ أفرادَ البنفسج خائفون من التعطر
-خالتي مثلا
صباحَ تجوّل ٍ
ذهبتْ تماما
حين راودَها الحنينُ إلى الذهاب
وجدتي جمعتْ روائحَها من الجوِّ المضمَّخ ِ-
في مساءاتٍ بتلك الوحشة الجبريةِ
التجوالُ يصبحُ عادة ً لذوي المحبةِ
قادمون من الصدى للريح
تسقط ُ من عمائمهم تواشيحُ التقرُّب
أسرفوا في المشي
ينتظمُ الشوارعَ من قرى أقدامهم وجعُ الليالي
-عتمة ٌ تتقمَّصُ "الكاميرا"
تريدُ سماعَ صوتٍ واهن ِ الكحَّاتِ
لكنْ لا يريدُ الصوتُ
تبدأ لحظة ٌ
من أين تبدأ ؟
لا تريدُ اللحظة ُ التفسيرَ
لا يبقى سوى شيء ٍ تدلَّى بالمُشاهد ِ
في انتظار المشهد التالي-
لأنَّ الريحَ تأخذهم
ويذوي ذكرُهم
في لحظة ٍ منْ مَرِّهم جذبوا الوجوهَ
وبعدَ ذلك
ما لهم حتى خطايا يُذكَرون لأجلها
وبنفس عادتهم
رحلتُ
-أنا هنا فردُ البنفسج
خائفٌ من ريحةِ الشوق الذي بي
أن أذوبَ مع الهواء -
...
وهذه السيارة البيضاء
في الركن القريب من الإضاءة
جاء قائدها
ليأخذني
لليل الله
...