أحكي عن الأشياء
لا أعني التي في جانبي
أعني التي في الروح
كرسيّان طاولة ٌ وملعقتان في كوبين
لا أعني الكلامَ المستقرَّ على الموائد ِ في جوار حبيبتي وحبيبها
أعني كلامهما الذي في الصمت لم يخرجْ إلى سمع ٍ أكيد ٍ بعد ُ
لم يخرجْ ولكن كائنٌ بالحرف والحركات والألوان في شفتين عند الكوكب الدريِّ
لم يعلقْ بموجهما خيالٌ قط ُّ
أعني ما تبقى في حواف ِ الكوب ِ من شفتيه ِ بعد ذهابه ِ بدقيقتين
ولو تذوَّقهُ مجازٌ لاطمئنَّ إلى الحقيقة
روحهُ - هذا الحبيبَ - هي التي أعني بها وأقول : ساقي هذه
ساقي التي أجري عليها في البلاد وأتقيها
تستعيرُ أصابعُ الأشياء بصمتَها لتخرجَ بالتفاصيل الصغيرة
روحهُ عصفورة ٌ مسكينة ٌ صعدتْ على سرٍّ إلى النجوى وباحتْ بالبنفسج
روحهُ وترٌ ضعيفٌ بالكمنجةِ لا يقولُ علامة ً إلا وغطاها النشازُ أو البراعة ُ
كلها وترٌ ضعيفٌ بالكمنجة
لا أغيبُ عن الصدى مهما جرى
أعني خيالَ الذبذبات على الأريكة
حين يأتي طيفها ليقولَ ما نسيتْ فينسى حين يجلسُ
هكذا حتى يظل كلامنا في الصمت ِ لم يخرجْ إلى سمع ٍ أكيد ٍ بعد
الجهشياري
قبل 15 عامًا
0 تركوا محبتهم:
إرسال تعليق